حاويات الشحن كحل سريع لأزمة إسكان اللاجئين السوريين

بعد ما شهده مخيم الزعتري وغيره من المخيمات من أزمة إنسانية , بدت الحاجة ملحة لتطوير أساليب سريعة وعملية ومجدية لإسكان هؤلاء المهجرين بطريقة لائقة وكريمة, لا تمتهن الكرامة السورية إلى حد أصبح يشكل هاجساً يومياً يضني الفؤاد, فهل نقف مكتوفي الأيدي ؟؟؟

من هنا قمت بعمل بحث مفصل مع كادر هندسي وخيري, بعمل بحث ومسح تفصيلي للحلول الممكنة لأزمة السكن هذه, وفعلاً تطورت الفكرة شيئاً فشيئاً, و تم جمع هذه البيانات مجتمعة لمفاضلتها وانتخاب الحل الأفضل والأوفر والأسرع.
أيضاً كان لابد من أن يكون الحل المفروض سهل النقل, إن لم يكن هو الهدف الأهم, حيث سيتم استخدامه في الفترة الحالية, للاجئين وأيضاً و بشكل أساسي إسكانهم في فترة إعادة الإعمار للمنازل في سوريا والتي بلغ عدد المساكن المتضررة فيها حوالي 250000 مسكن, فبعد انتهائ الأزمة سنقع في أزمة أخرى وهي إسكان العائدين لبلدانهم, وتجنباً لظهور السكن العشوائي الذي يصعب علاجه لإذا استفحل وضعه.

فمن بين الحلول كانت حلول المساكن الجاهزة الخشبية, المساكن الجاهزة البيتونية, البورتاكابين, المساكن الخيمية, الهنكارات, وأيضاً حاويات الشحن.

ونحن مدركون تماماً لمشكلة سكن اللاجئين وأمِلنا أن نطرح فكرة “حاويات للاسكان” container housing وهي فكرة موجودة عالمياً في مدن عدة في العالم حيث تم تنفيذها في أمستردام , باريس , اليابان بعد كارثة التسونامي الأخيرة وهاييتي, بالإضافة لإسكان طلاب الجامعات في العديد من دول العالم.
حاويات الشحن ذات القياس 40 قدم كانت الحل الأفضل بعد العديد من المقارنات والدراسات والمراسلات حيث تمتعت بالميزات التالية:

1- سرعة التنفيذ حيث يمكن شراؤها جاهزة بتشطيبها, أو يمكن شراء حاويات مستعملة من الميناء وتشطيبها بمستوى مقبول, خلال أيام معدودة.

2- انخفاض كلفتها التأسيسية, حيث تتميز بسعرها المناسب للحالة هذه ويتراوح السعر بدون تشطيب حوالي 5000 دولار, أما جاهزة للسكن فسعرها حوالي 11000 دولار مع التوصيل والفرش والتركيب.

3- انخفاض مساحة الأرض المطلوبة بسبب القدرة على الاصطفاف الطابقي حتى 7 طوابق واختصار مساحة الوحدة السكنية, حيث يمكن إسكان حوالي 10000 شخص في قطعة أرض بأبعاد 150م*200م شاملة كافة مباني الخدمات المفترضة والطرقات والحدائق والملاعب والمواقف

4- سهولة النقل وتغيير الموقع, عملية بسيطة وسريعة معتادة بالنسبة لحاويات الشحن عبر الشاحنات الخاصة, ولا يتطلب الأمر أي عمليات فك وتركيب فقط تحميل وتنزيل.

5- مقاومتها الممتازة للعوامل الجوية كافة, حرارة, برودة, رطوبة, ثلوج, فلن تعاني في موقعها أكثر مما تعانيه في الميناء من ظروف صعبة.

6- تمتاز أيضاً بجماليتها و حداثة مظهرها كما في الصور المرفقة.

فكرة المشروع:
سيتم تنفيذ المشروع على أساس الدعم الدولي للإئتلاف السوري, بالإضافة إلى العمل الخيري عن طريق جمع التبرعات المالية.
آلية التبرع :
– فكرة التبرع حديثة أيضاً وفريدة, فلن يتم التبرع بالحاوية وإنما بإشغال الحاوية, أي سيتم وضع لوحات تحمل أرقام خاصة, يظهر هذا الرقم إسم المالك الأصلي, حيث ستعود هذه الحاويات لأصحابها بعد مرور الأزمة إن شاء الله ويمكنه الإستفادة منها كسكن في مزرعة مثلاً.
– يمكن اشتراك عدة أشخاص على ملكية حاوية واحدة.

خطوات المشروع:
يبدأ المشروع بتجمعين أساسيين:
– الأول سيكون امتداد لمخيم الزعتري على قطعة أرض بحدود 600*250 م, وسيتم استخدام حوالي 8000 حاوية, لحوالي 40000 ساكن (وسطي العائلة 5أفراد)
– الثاني, سيقام بنفس المواصفات السابقة على أحد الأراضي المحررة في الشمال السوري, وتم اقتراح منطقة أطمة, وتتميز بهدوئها النسبي وبعدها عن مناطق الاشتباكات, بالإضافة لقربها من الأراضي التركية, تبعد عن مدينة الريحانية في تركيا حوالي 15 كم مروراً بالعديد من القرى التركية, ويحتوي حالياً على مخيم بائس وغير مدعوم من أي جهة دولية ويحتوي حالياً على حوالي 15000 مهجر, و سيتم تطويرهذا المخيم أكثر من الزعتري نسبياً لامكانية اعتماده كتجمع للمنطقة الشمالية (حلب, إدلب) ولا داعي لنقلها بعد انتهاء الأزمة.
بعد انتهاء الأزمة, يتم نقل حاويات توسع الزعتري, وتوزيعها على مناطق سورية المتضررة, حمص, دمشق, ريف دمشق, درعا … إلخ. وسيتم التوزيع بناء على نسب التضرر في كل مدينة, أيضاً يمكن الإضافة عليه في حال الضرورة وإنشاء تجمعات جديدة بذات الطريقة.
– تم عمل المراسلات اللازمة وتم استدراج عروض أسعار من شركات متعددة في هذا المجال, وسيتم عرضه على الائتلاف والمجلس الوطني لاتخاذ الاجراءات اللازمة.

– طبعاً هذا العمل ليس حكراً, وقابل للنشر على أوسع نطاق, مع الرجاء فقط الإشارة لمجهودنا المتواضع, و نرحب بكافة الأفكار والطروحات والمساعدات الفكرية والمادية والمعنوية.

م. مجد السعد
31/01/2013
00966597776175