المبادرة رقم (2) المبادرة الاجتماعية

كما هي الحال لدى كل المجتمعات, فمجتمعنا (النبك) أيضاً لديه العديد من المزايا والعيوب التي لابد أن نحاول أن نسعى من خلالها لدعم المزايا وتلافي العيوب و معالجتها في طريقنا للوصول إلى مجتمع نحلم به في نبك الغد, ربما لا نحلم بالمدينة الفاضلة بل بمدينة تلبي احتياجاتنا الاجتماعية بما فيه خيرنا وخير بلادنا.

لذلك سنتكلم هنا عن الناحيتين الإيجابية والسلبية.

264px-Statue-of-liberty_tysto

 45106449

–         النواحي الإيجابية:

يمكن القول بأن من أفضل العادات الإجتماعية المنتشرة في مجتمع النبك ألا وهي التكاتف, العمل الطوعي,التكافل في الأفراح والأحزان ,دعم المحتاج, تواصل الأقارب, اجتماعات العائلات وتقدير كبار السن وآرائهم, اجتماعات الأعياد والمواسم الدينية,عادات التواصل الاجتماعي الحقيقية وليست الافتراضية كما يحدث حالياً، التي كانت الأجمل في كل لحظاتنا البسيطة والتي لا تزال مستمرة ولله الحمد في مجتمعنا النبكي، فلا ينام أحدنا وأخوه أو جاره يغفو على جوع، فاستفزاز الإحساس بالآخر كان عاملاً محفزاً في تقديم يد العون إلى المحتاج، وفي كل الأيام وليس فقط في أيام شهر رمضان المبارك, جمعات السليقة والجعيلة وغيرها من العادات التي أتمنى مشاركتكم وآرائكم حول هذا الموضوع لترسيخ هذا العادات الجيدة وتسليمها لأولادنا كما استلمناها أصيلة جميلة.

 –         النواحي السلبية:

لن أتحدث هنا عن العادات الاجتماعة السيئة بتفاصيلها وصغائرها, ويمكن أن نتحدث عنها لاحقاً, ولكن سأفرد حديثي هنا عن ناحية اجتماعية تعتبر السمة الأساسية لأهالي مدينتنا والتي تحمل من السوء قدراً يستحق إفراد أبحاث وأحاديث عنها, ألا وهي عادة ( الإغتــــــــــــراب) والتي تشغل بال كل أسرة في مدينتا وربما يمكن اعتبارها (ظاهرة) أكثر من كونها (عادة اجتماعية) ولكن يمكن مناقشتها كعادة اجتماعية بسبب آثاره الأساسية في المجتمع النبكي.

لطالما كان السنونو شعار مدينتنا – للأسف- الذي كان رمزاً للطير المهاجر الذي لا يستقر في موطن واحد, هذا الشعار يبعث في نفسي – أنا شخصياً- التشاؤم و الاشمئزاز, هل أنا على حق؟؟؟؟ إلى متى سيبقى شعارنا هو الهجرة والتنقل بلا وطن يضمنا ؟ إلى متى ستبقى بلادنا مغتربنا ومغتربنا بلادنا ؟؟؟ أليس هذا ما يحدث ؟؟؟ للأسف ما يشعر به المغترب هو بالغربة طوال حياته, غربة في مغتربه, وأخرى حين زيارة بلده, إلى متى ستستمر معاناة شبابنا في البحث عن لقمة العيش والحياة الآمنة و الرغيدة؟

8518227

تعتبر الناحية الاقتصادية هي الأولى من أسباب اغتراب شبابنا يليها خدمة العلم و آخرها الهرب من الدكتاتورية السياسية التي سيطرت على جوانت الحياة, وذلك من خلال إحصائية قمت بإجراءها على عينة من الشباب 54 شاباً من شبابنا (عام 2009)

أود أن أسأل سؤالاً في معرض ثورتنا الكريمة والأهداف التي نطمح إليها من بلدنا الجديدة سوريا الحرة وبالتالي نبكنا الجديدة:  أما آن لهذا الطير المهاجر الذي يسعى خلال العالم بحثاً عن حياة أفضل أن يتحول إلى حجر صلب قائم في أرضه تسعى إليه أهل الأرض كما هو حال تمثال الحرية –مع التحفظ على التشبيه- ؟؟

لنقارن هذا الطائر المهاجر (السنونو) بهذه الشعلة الشامخة (تمثال الحرية) شعاران ربما يجتمعان في شيء واحد وهو (الحرية) التي كنا نفتقد إلى أبسط مقوماتها ولم يبق منها إلا حب الهجرة, ولكنهما يختلفان من حيث الأهداف فالفرق شاسع بين المهاجر (العربي) والمواطن (الأمريكي) , طبعاً لا أستعرض هنا عضلات المجتمع الأمريكي, ولكن هي استعارة لتقريب التشبيه بين حالين شتان بينهما.

264px-Statue-of-liberty_tysto

ربما يعتبر الاغتراب وانعكاساته على الحياة الاجتماعية من أسوء العادات الاجتماعية التي انتشرت بين أوساط شبابنا والتي بلغت نسبة تزيد عن 35% حسب دراسة تقديرية, والطامة تكمن في هجرة أهل العلم والتخصص والتي تترك هوة فكرية بينهم وبين مجتمعاتهم التي خلت منهم ومن أمثالهم إلا من رحم الله.

وطبعاً تربتط بالاغتراب عادات أخرى لها آثارها في المجتمع أيضاً كالزواج والأفراح وبعض عاداتها المقدسة -للأسف- أبواق السيارات, قطع الطرقات وتجمهر السيارات للمناسبات, ترك التعليم لغرض الاغتراب, الرشوة والتباهي بها, إلخ من العادات السيئة التي ارتبطت بالاغتراب والتي أتركها لكم ولآرائكم بها.

الحلول والمطلوب:

ما نريده في نبك الغد مدينة قائمة بحد ذاتها متكاملة من حيث الموارد, تتسع لجميع أفرادها, تمدهم بكرامة الموطن, وتغنيهم عن غربتين لطالما كانتا تذيقانهم لوعة مرة.

مانريده من نبك الغد أن تكون المدينة والوطن ونهر الرزق الذي يكفي أرضه وأرض جواره, ولكن كيف ؟؟؟؟ كيف سنساهم في أن تكون نبك الغد موطن أهلها ؟؟؟ ربما لن تكون الإجابة هنا ولكننا بسلسة المبادرات من كافة النواحي والمجالات مع بعضها البعض ستقدم إن شاء الله الحلول المناسبة لذلك.

264px-Statue-of-liberty_tysto

أضف تعليق