نحو مسكن ميسر عنوانه الاستدامة منفتح على الداخل

نَحوَ مَسكَن مُيَسَّر، عُنوانُهُ الاستدامة، منفتح على الداخل

 بحث معد للهيئة السعودية للمهندسين – مؤتمر المسكن الميسر، الواقع والمأمول

Towards Affordable housing, sustainable and opened to inside

م. مجد أحمد السعد

الكلمات المفتاحية:

المسكن الميسر-المدينة السعودية -الاستدامة البيئية -الاستدامة الاجتماعية-النافذة-الانفتاح للداخل

هدف البحث:

يهدف البحث إلى دراسة تأثير أنظمة البناء على الهوية العمرانية والتخطيطية للمدينة السعودية, وانعكاسها على المسكن الميسر, كما يهدف البحث إلى تحديد العوامل المساهمة في تخفيض كلفة المسكن الميسر وتخفيض تكاليف الاستخدام الدائم من صيانة وترميم وتشغيل, مع التعريج على دور كل من المالك والاستشاري والمقاول و شركات التطوير العقاري في تحقيق مسكن ميسر مستدام.

القضية البحثية:

بنظرة سريعة على الأسلوب المعماري والتخطيطي المستخدم في مدن المملكة العربية السعودية، يلاحَظ أنها مبانٍ غريبة عن الطراز المعماري والعمراني للمدينة العربية الأصيلة، مقاييس عمرانية ومعمارية غُيِّب فيها المقياس الإنساني، نوافذ قاصرة لا تؤدي الهدف الأساسي التي صُمِّمَت من أجله، بالإضافة لغياب الإنسان في شوارع المدن السعودية، حتى تحولت لمدن للسيارات فقط، فهل عجز معماريُّونا ومخططونا عن استنباط أساليب معمارية وعمرانية حديثة مستدامة، تتماشى من هذا التراث العظيم ومع روح العصر ومواد بناءه المعاصرة؟

منهجية والمحاور الرئيسية للبحث:

ينتهج البحث منهج التحليل للوضع الراهن في ضوء أنظمة البناء الحالية، والمقارنة مع الهوية المعمارية والعمرانية للمدينة العربية التقليدية، وصولاً للاستنتاج نتائج ذات قيمة تفيد في تطوير السكن الميسر، وذلك من خلال المحاور الرئيسية التالية:

  • أثر أنظمة البناء في الهوية العمرانية والتخطيطية والمعمارية.
  • إعادة تأهيل المباني القائمة باتجاه الاستدامة وتحقيق مسكن ميسر مستدام.
  • الاعتبارات البيئية المستدامة في تصميم وتخطيط المسكن الميسر.
  • الاعتبارات الاجتماعية واستدامتها في تصميم وتخطيط المسكن الميسر.
  • عوامل تخفيض التكلفة الأولية والتشغيلية للمسكن الميسر.
  • دور كل من (المالك، الاستشاري، المقاول وشركات التطوير العقاري) في تحقيق المسكن الميسر.
  • عرض نموذج تخطيطي معماري للمسكن الميسر, تم تصميمه خصوصاً للملتقى.

لتحميل ملف البحث الكامل يرجى الضغط على الرابط التالي:

نَحوَ مَسكَن مُيَسَّر، عُنوانُهُ الاستدامة، منفتح على الداخل – مجد السعد

شكر خاص للزميل العزيز المهندس عبد الناصر مدخنة على مشاركته في تصميم الفناء الداخلي للفيلا.

مقدمة:

يبدو أن الإنسان العربي المعاصر لم يعد مدركاً أن العمارة هي السكن والسكينة، هي منبت الفكر وبيت العلم، وهي حيز العمل والإنتاج، هي ملتقى الإنسان بربه فأين كل هذا مما يقام أو يقال؟ فنحن ننظر للمدينة على أنها “شوارع ومباني” فالمدينة السعودية ومبانيها, لا ترحب بالحياة أبداً للأسف, وتُشعر من يسكنها أنها “مجمعات للمال والعمل فقط” وليست مدن ترسخ مفاهيم الحياة الاجتماعية كما ينبغي, بحيث تُشعر ساكنيها من مواطنين ومقيمين بالانتماء إلى المدينة والمكان, وصرنا نفكر في تمدد المدينة وسهولة الحركة فيها على حساب تمدد الحياة وسهولة التواصل الاجتماعي وبناء مناخات ثقافية حقيقية، وهذه إشكالية معرفية يعاني منها الفكر المعماري التخطيطي وإدارة المدينة لدينا، فنحن نركز على التخطيط والتصميم المادي العمراني بالدرجة الأولى ، بينما المدينة ومساكنها أعمق من ذلك بكثير فهي ليست مكان للسكن والعمل فقط, بل هي لممارسة الحياة والتفاعل معها بشكل عفوي ومقصود وهي مجال للتفاعل الاجتماعي والمعرفي, فالساكن أمام المدينة هذه المرة في عراكٍ مستمرٍ وجهاً لوجه, فلا يوجد إلا المطاعم للتسمين والشوارع لركوب السيارة وعلب (المولات) للتسوق, والجو حار لا يساعد على المشي حيث لا يوجد مكان للمشي متفاعل مع البيئة, إلا عن طريق العناء لها بالسيارة وهي أماكن غير مهيئة لوقوف المركبات غالباً.

ومما لا شك فيه، أن مفهوم الاستدامة (اجتماعياً، بيئياً، اقتصادياً) لا يعتبر مصطلحا جديداً ومبتكراً، بل هو مفهوم جسدته العمارة التقليدية في مختلف أرجاء العالم منذ القدم، عبر التوافق العفوي التجريبي المترابط مع البيئة والاستغلال الكفء لمصادر البيئة الطبيعية وفق تطور حثيث من التجربة والخطأ على مر السنين، فقد كانت العمارة الوسيلة الأساسية التي ابتكرها الإنسان لحمايته من ظروف البيئة الخارجية القاسية وذلك باستغلال مصادر الطاقة الطبيعية كالشمس والرياح وإمكانيات التربة.

كما تشتمل تعاليم الدين الإسلامي على الكثير من مبادئ الاستدامة التي تداخلت مع التنظيم الاجتماعي والسلوك الإنساني للمجتمع والتي انعكست على النتاج العمراني, سواء على مستوى المعايير التخطيطية للمدن والتجمعات الحضرية أو ملامح العمارة التقليدية التي استمدت مضمونها من تعاليم الدين الإسلامي, و يهدف هذا البحث لتحديد مفهوم الاستدامة في مراجع العمارة التقليدية عموماً، والمسكن بشكل خاص، من خلال استعراض العلاقة بين الإنسان والبيئة والحفاظ عليها في المنظور الإسلامي لاستخلاص مبادئ الاستدامة في تخطيط المدينة التقليدية والوحدة السكنية, وبالتالي انعكاسها على المسكن الميسر الحديث المستدام.

من جانبٍ آخر، فإن صناعة المباني السكنية في الوقت الحاضر تتسم بقدرٍ كبيرٍ من التخصصية، إلا أن دور المالك في إبداء الرغبات والاحتياجات، والإشراف البسيط، يظل حجر الزاوية في تحديد احتياجات الأسرة ورغباتها وإظهار الشكل النهائي الذي سيؤول إليه المسكن، فما هو الدور الذي يلعبه كل من المالك والاستشاري والمقاول للوصول إلى نموذج متكامل لمسكن مستدام منخفض التكاليف صديق للمجتمع والبيئة؟

إن مشاركة الأسرة في تصميم مسكنها حق مطلوب، لا أن يكون المبنى قالب جاهز وعلى ساكنه التأقلم معه بأي وسيلة، بل على العكس يجب أن يكون المسكن متفقاً مع تطلعات ساكنيه، ولكن المشكلة أن كثير من المالكين لا يستطيع التعبير عن حاجاته وتحديدها، وإذا لم يستطع أن يعبر عن احتياجاته، ويحددها بشكل دقيق، فمن باب أولى ستكون مشاركته ضعيفة، وغير مجدية في نقاش التصاميم وقد تزداد الأمور تعقيداً عندما تبدأ مرحلة التنفيذ، فيعتمد المالك على أسعار المواد، وكلفتها النهائية مؤشراً لاختيار البدائل المعروضة عليه[02].

وليس من الغريب أن نرى كثيراً من الأسر غير راضية عن مساكنها التي ربما شاركوا في بنائها من الخطوة الأولى، ومع ذلك يجدونها غريبة عن طبائعهم، متنافرة مع احتياجاتهم، وكثير منهم ينتهي به الأمر إلى تكرار التجربة، رغبة في حظٍ أوفر. إن المصممين، والمقاولين، والمتخصصين مهما كانت قدراتهم لا يستطيعون معرفة احتياجات المالك الخاصة، إذا لم يعبر عنها، ويحددها بوضوح، فما الدور الأمثل الذي يجب أن يلعبه كل من ثلاثي المالك – المصمم – المقاول، لتحقيق مسكن ميسر مرضي للجميع؟

لتحميل كامل ملف البحث اضغط على الرابط التالي:

نَحوَ مَسكَن مُيَسَّر، عُنوانُهُ الاستدامة، منفتح على الداخل – مجد السعد

One response to “نحو مسكن ميسر عنوانه الاستدامة منفتح على الداخل

اترك رداً على صفوان إلغاء الرد